کد مطلب:37018 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:21

گنجینه پرسمان » اهل بيت

من الثابت عند المسلمين حديث « لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق » في أمير المؤمنين عليه السلام . كيف تفسرون أن الغلاة مع الحكم بكفرهم إلا أنهم محبون للإمام عليه السلام ؟

جواب سماحة الشيخ محمد السند :
لا بد من التنبيه الي أن الغلاة علي أقسام وقد اختلف بين العلماء في عدّ بعض الاقسام من الغلو بسبب الاختلاف في معاني الغلو ، ولا ريب أنه ليست كل انواع الغلو سواء المتفق علي كونها من الغلو أو المختلف عليها ليست كلها موجبة للكفر بمعني الخروج عن الملّة والاسلام ، بل البعض الآخر منها موجب للفسق أو الابتداع والضلالة سواء المتفق علي كونه غلوا فضلاً عن المختلف فيه أما ضابطة الغلو المتفق علي كونه كذلك ، فهو اثبات كل صفة أو شأن لا يصح اسناده الا الي الله تعالي ، سواء من ناحية كيفية الاسناد او مضمون المسند .
وأما الغلو المختلف فهو اثبات مقامات لهم (ع) لا تخرج عن حدّ صفات الممكنات المخلوقات ، ولكنها تعطيها الحظوة والحبوة الأوفر من الكرامة لهم من بين المخلوقات سواء الملائكة أو النبيين والمرسلين .
هذا من جانب ومن جانب ثان قد روي عن النبي قوله لعلي (ع) « يهلك فيك إثنان محب غال ومبغض قال » وكذلك روي عن الوصي (ع) « هلك فيّ إثنان محب غال ومبغض قال » ، فحبه عليه السلام مع عدم الغلو في الاعتقاد إيمان كما ان بغضه نفاق ومرض في القلوب ، قال تعالي ( قل لا اسئلكم عليه اجر الا المودة في القربي ) فالمودة لعترة النبي (ص) فريضة عظيمة عدلت أجراً لكل الرسالة .
ويجب الالتفات الي أن الغلو ليس معناه شدة الحب كما يحاول بعض النصاب والمعادين للعترة النبوية تفسيره ، بل الغلو هو ما مرّ تفسيره وان كان مع ضعف في الميل والحب ، فشدة الحبّ وضعفه لا ربط له بنحو المعرفة ، فالغلو خطأ في المعرفة والاعتقاد ، وعلي ذلك فليس شدة الحب افراط مع فرض صحة الاعتقاد ، بل شدة الحب حينئذ زيادة إيمان ألا تمعن النظر في قوله تعالي ( والذين آمنوا اشدّ حباً لله ) ، ألا تري الي مدح علي (ع) مالك الاشتر « كان لي كما كنت لرسول الله » وكان مالكاً شديد المحبة للوصي (ع) متفاني في موالاته ونصرته ضد اعدائه ، فإذا استقامت المعرفة والاعتقاد تكون المحبة وشدتها رجحان في الايمان ، واذا أخطأ الاعتقاد كانت المحبة ولو الضعيفة علي غير السبيل .
ويعزز ذلك ما ورد في الحديث النبوي انه لا يؤمن أو لا يكمل ايمان عبد حتي يكون الله ورسوله أحب إليه من نفسه ومن عشيرته وامواله ، وهو مضمون قوله تعالي ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) .
فبين قوله تعالي أن حبّ الله تعالي وكذلك حب الرسول (ص) يجب أن يكون أشدّ من حبّ النفس وحب الاموال والازواج والمساكن والتجارات أي أن حب الله وحب الرسول يجب أن يكون حباً شديداً يفوق بقية موارد حب الانسان حتي لنفسه
فالحاصل أن شدّة الحب ليس غلواً مادامت المعرفة والعقيدة صحيحة بل هي قوة إيمان . فالمدار علي صحة المعرفة وصحة العقيدة وعندئذ تكون شدة المحبة رفع درجات في الايمان .
كما انه لا بد من التنبيه علي ضابطة وهي أنه كما أن الغلو انحراف فإن الجفاء لعلي (ع) أيضاً انحراف فإن من الناس من يثقل علي قلبه أسم علي امير المؤمنين اخ النبي (ص) وابن عمه ، ويستثقل علي سمعه إطراء وذكر مناقب علي (ع) فإن هذه الكراهة نفاق وشقاق ومحاددة لله ولرسول حيث قال تعالي ( قل لا اسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي ) علي وفاطمة وأبناءهما .
كذلك هناك المقصّر في معرفة فضائل ومناقب علي وأهل بيته ، فتراه يدافع إثبات أو ثبوت الفضائل وينزل معرفته بأمير المؤمنين إلي الاعتقاد بأنه (ع) في رتبة غيره . فالتقصير عن المعرفة الصحيحة والكاملة تقصير في الواجب ، وزيغ عن الطاعة . ويكفي في الاشارة الي لزوم ذلك قول النبي « انا مدينة العلم وعلي بابها » .
فلا بد من معرفة باب مدينة علم الرسول (ص) .